منتخب مصر ضحية البطء والفردية وطريقة «سكوب» العقيمة

حمّل خبراء الكرة المصرية الجهاز الفنى لمنتخب الشباب، بقيادة التشيكى ميروسلاف سكوب، مسؤولية الخروج المهين والمبكر من بطولة كأس العالم للشباب المقامة حالياً فى مصر، إثر الهزيمة بهدفين أمام منتخب كوستاريكا المتواضع فى دور الستة عشر.
وأجمع الخبراء على أن الطريقة التى اعتمد عليها الجهاز الفنى والأداء الفردى البعيد عن العمل الجماعى وغياب الروح وراء السقوط.
حمّل فتحى مبروك، المدير الفنى لفريق الشباب بالنادى الأهلى، مسؤولية الخروج المهين لمنتخب الشباب من دور الـ١٦ لكأس العالم للجهاز الفنى بقيادة سكوب، لفشله فى توظيف اللاعبين وإجراء التغييرات المؤثرة خلال المباراة الأخيرة أمام كوستاريكا، فضلاً عن افتقاد اللاعبين الروح منذ بداية البطولة.
وقال إن اللاعبين أيضاً يتحملون المسؤولية، بسبب الأداء العشوائى والفردية وغياب اللعب الجماعى، وأوضح أن الفوز الذى تحقق على ترينداد وإيطاليا كان نتيجة المؤازرة الكبيرة من الجماهير التى لعبت دوراً بارزاً، لكن صدمتهم كانت كبيرة فى مباراة كوستاريكا بعدما شاهدوا المنتخب يلعب كرة عقيمة، بالرغم من المبالغ الباهظة التى صرفت على إعدادهم قبل البطولة، وأدائهم عدداً كبيراً من المباريات الودية التى كانت كفيلة بعلاج الأخطاء الساذجة التى ارتكبوها.
وقال: أثناء مباريات المنتخب لم نكن نشعر بأن هناك مدرباً موجود خلف الخطوط يعطى التعليمات ويدرس المنافسين، وهو ما تسبب فى خروجنا من البطولة، وإصابتنا بخيبة أمل. وطالب مبروك بضرورة الوقوف على السلبيات وعلاجها، كما طالب بضرورة منح المدرب الوطنى الفرصة لقيادة المنتخب فى الفترة المقبلة، وأكد ثقته فى قدرة المدرب الوطنى على النجاح، ودلل على صحة كلامه بنجاح حسن شحاتة فى قيادة المنتخب الوطنى الأول وحصوله على بطولة أفريقيا عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٨.
وقال طلعت يوسف، المدير الفنى لفريق الشرطة، إن الجهاز الفنى واللاعبين يتحملون المسؤولية، فاللاعبون كانوا بحاجة للتهيئة النفسية قبل البطولة للتخلص من مشكلة الخوف التى ظهرت على الأداء، وتسببت فى فقدهم الكرة بسرعة ولجوئهم للفردية، وكأنهم يلعبون بطولة خاصة بهم دون أن يشعروا بأن عليهم مسؤولية وتنتظرهم جماهير غفيرة تمنى نفسها بالوصول للأدوار النهائية للبطولة، أما الجهاز الفنى فإنه لم يتدخل أيضاً فى بعض المواقف التى كانت تستلزم تدخله السريع أثناء المباريات، خصوصاً مشكلة الفردية فى الأداء التى كلفت المنتخب الكثير، وكانت أحد أسباب الخروج من البطولة.
وطالب يوسف بضرورة إجراء تقويم للجيل الحالى من اللاعبين لإنقاذهم من مستقبل مظلم فى حالة استمرار نفس المستوى خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن المنتخب يضم عناصر مميزة لكنها تحتاج فقط للتوجيه والتقويم السلوكى، حتى يلعبوا كرة قدم حقيقية تساعدهم على الظهور بشكل جيد فى المحافل الدولية المقبلة. وأرجع على أبوجريشة، الخبير الكروى، خروج المنتخب إلى قلة خبرة اللاعبين،
خصوصاً أن معظمهم لم يشارك مع فرق أنديتهم الأولى فى الدورى الممتاز، باستثناء لاعب واحد، وقال: كل المنتخبات المشاركة لها طرق وخطط تختلف عن بعضها، ومنتخبنا يتسم بالعشوائية واللعب الفردى وعدم الانسجام والبطء الشديد،
مؤكداً أن الفرق التى تتميز بالسرعة هى التى هزمتنا. ولم ينج اتحاد الكرة من اتهامات أبوجريشة، مؤكداً أنه يتحمل جزءاً كبيراً من الخروج لعدم وقوفه بجانب الجهاز الفنى واللاعبين، حيث كان يجب عليه إجبار أندية الدورى الممتاز على إشراك اللاعبين حتى لو كان تغييراً رابعاً فى المباراة من أجل إكسابهم الخبرة اللازمة، خاصة فى التعامل مع الحضور الجماهيرى الكثيف بعدما وضح تأثرهم بالجماهير، إلى جانب الضغط الشديد الذى مارسه الإعلام عليهم من أجل الحصول على البطولة.
كما اتهم أبوجريشة الجهاز الفنى بالسلبية وعدم التعامل بحنكة فى المباريات مثل باقى الأجهزة الفنية، وقال: منتخبنا الوحيد الذى تجد فيه أكثر من ثلاثة لاعبين يتصارعون على لعب الكرة الثابتة، فى الوقت الذى يجب أن يكون متفقاً على اللاعب الذى سيلعبها، والطريقة التى ستلعب بها.
وقال إن نوعية اللاعبين غير مؤهلة لحصد البطولات، وهو ما ظهر خلال المباريات، وتساءل: ماذا فعل محمد طلعت وبوجى وحسام فرحات للمنتخب مقارنة بباقى لاعبى المنتخبات المختلفة؟
ورفض طه بصرى، المدير الفنى السابق لفريق الاتحاد السكندرى، تحميل الجهاز الفنى أو اللاعبين مسؤولية الهزيمة والخروج من البطولة، وأكد أن اللاعبين أدوا ما عليهم فى الملعب، والخسارة أمر وارد وطبيعى فى كرة القدم. ورفض بصرى اتهام اللاعبين بالتخاذل تجاه مهمتهم الوطنية،
وأضاف: استفدنا من تنظيم هذه البطولة، خاصة أن العالم كله شاهد المباريات وأشاد بالتنظيم، وأوصلنا رسالة للعالم بأن مصر قادرة على تنظيم البطولات العالمية لامتلاكنا عدداً من الملاعب تصل فى مستواها إلى مستوى الملاعب الأوروبية.
وشدد على ضرورة الاستفادة من البطولة لأن القادم أهم، كما أن المنتخب يضم بين صفوفه عناصر جيدة سيكون لها شأن فى المستقبل.
وجاء رأى مختار مختار، المدير الفنى للفريق الكروى الأول لنادى بتروجيت، مختلفاً عن غيره من المدربين وخبراء الكرة فى تحليله لأسباب خروج مصر من دور الـ١٦ لكأس العالم للشباب، حيث رأى أن الضغط الإعلامى والجماهيرى الكبير على الجهاز الفنى بقيادة التشيكى ميروسلاف سكوب من أجل تغيير طريقة الأداء واللعب برأسى حربة كان سبباً رئيسياً فى توديع المنتخب الوطنى للبطولة مبكراً.
وقال مختار: لقد ضغطنا على المدير الفنى وجعلناه يعمل عكس فكره، وعكس ما تعود عليه فى الفترة الماضية، حيث طالبه الجميع بضرورة اللعب برأسى حربة والدفع ببعض اللاعبين تحديداً، وهذه التغييرات ليست من طبيعة فكر سكوب منذ توليه مسؤولية الفريق، لأنه كان يلعب دائماً برأس حربة واحد، والقادمون من الخلف يكملون المهمة، وكان محقاً فى ذلك لأنه يعرف جيداً إمكانيات لاعبيه، بدليل أنه عندما دفع ببوجى بجوار محمد طلعت فى المباراة زاد العشوائية والأداء الفردى، على عكس تغييراته مثلاً فى مباراة إيطاليا، حيث أصر على طريقة لعبه وسحب محمد طلعت ودفع ببوجى فتحقق له ما أراد وفازت مصر ٤/٢.
وتابع مختار: خروج أحمد شكرى وحسام عرفات كان بمثابة الكارثة على الفريق، وجاء التغيير بسبب الضغط القوى للعب برأسى حربة، وهنا كان الخطأ لأن سكوب كمدير فنى أدرى بقدرات لاعبيه ومن يساعده على الفوز ومن يقربه من الهزيمة، وبخروج اللاعبين صار كل لاعب فى المنتخب من حارس المرمى إلى لاعبى الوسط يعتمد على الكرات الطولية لرأسى الحربة. وأضاف مختار:
لا شك أن من أسباب خسارة مصر أيضاً تميز المنتخب الكوستاريكى بعاملين مهمين وهما السرعة والقوة، وهما عنصران يصنعا الفارق الكبير مع أى فريق، وقد كان لاعبو كوستاريكا أفضل كثيراً وأغلقوا المساحات جيداً فى جميع أركان الملعب، وعندما كانوا يحصلون على الكرة كانوا يشنون هجمات خطيرة وسريعة أسفرت عن الهدفين اللذين صعدا بالفريق لدور الثمانية.